لذا فإن دورانها حول الأرض لن يؤثر على عملية تحديد الموقع على الأرض ، وتحدد أجهزة تحديد المواقع الأرضية موقعها بالإستفادة من اشارات أقمار الملاحة ويتطلب ذلك وجود جهاز تحديد المواقع في مكان يستقبل اشارات مباشرة لأن اشارات الأقمار ضعيفة لاتخترق العوائق الطبيعية كالرياح والغيوم والعواصف وغيرها أو الإصطناعية كالمباني والأنفاق والجسور ، فتجد أنها لاتستطيع حساب الموقع في هذه الأماكن .
وللتغلب على ذلك يمكن استخدام طريقة (التثليث) التي تحتاج إلى معرفة موقع أربعة أقمار أو أكثر في الفضاء والمسافة بين جهاز تحديد المواقع وكل قمر ، ولحساب موقع القمر تقوم محطات أرضية برصد كل قمر وتحديد مايعرف بعوامله المدراية ( orpital elements ) والتي يمكن بواسطتها حساب موقعه في الفضاء كل لحظة حيث ترسل محطات التحكم هذه البيانات للقمر ، ليقوم بارسالها للأرض كجزء من الإشارة المرسلة ويستقبلها الجهاز ويحسب منها موقع القمر عن طريق معرفة مدة وصول الإشارة بتزامن اشارة رقمية خاصة بين القمر والجهاز حيث يولد القمر شفرة خاصة ويرسلها كجزء من اشارته التي يستقبلها جهاز تحديد المواقع ويولد الجهاز نفس الشفرة المعروفة لديه مسبقاً .
وبمقارنة تزامن هاتين النسختين من نفس الشفرة يحسب الجهاز الفرق الزمني بينهما الذي يساوي المدة التي استغرقتها اشارة القمر . بعد معرفة الجهاز لمواقع عدة أقمار استقبل اشاراتها والمسافة بينه وبينها يمكنه تطبيق طريقة ( التثليث ) لحساب موقعه وذلك بحساب موقع أربعة أقمار ــ على الأقل ــ والمسافة بينه وبين كل منها وذلك على النحو التالي :
1/ من القمر الأول يحدد الجهاز موقعه من نقطة معروفة الموقع ، أي إنه يقع على كرة مركزها موقع القمر ونصف قطرها يساوي المسافة بينهما .
2/ من اشارة القمر الثاني يحدد الجهاز أنه يقع على كرة ثانية أخرى يساوي نصف قطرها المسافة بينه وبين القمر الثاني ومركزها موقع القمر الثاني، وبما أن الجهاز يجب أن يقع على سطح الكرتين معاً ، فإن هذا لايحدث إلا في تقاطع تلك الكرتين ، أي لو كان عندنا كرتين شفافتين وأدخلنا ولامسنا واحدة بالأخرى فإن المنطقة المشتركة بين الكرتين هي التي يقع عليها الجهاز .
3/ من اشارة القمر الثالث يحدد الجهاز موقعه في تقاطع الكرات الثلاث ومثال ذلك مايلي :
لو كان عندنا ثلاث كرات شفافة مختلفة الألوان لامسنا كل واحدة بالأخرى جميعاً فإن المنطقة المشتركة بينهن جميعاً هي منطقة تحديد جهاز الإلتقاط أيا كان نوعه .
4/ يمكن تحديد خط الطول والعرض من اشارات ثلاثة أقمار في
تاريخ الملاحة الفضائية :
بدأت الملاحة الفضائية عندما أطلقت البحرية الأمريكية أول أقمار النظام الملاحي المسمى ترانزت (transit) في عام 1960م حيث استخدمته السفن والغواصات وحاملات الطائرات لتحديد مواقعها ، وكان هذا النظام يتكون من ستة أقمار تدور في مدار قطبي على ارتفاع 850 كيلو متراً وثلاث محطات تحكم أرضية حيث وصلت الدقة مابين 80 إلى 100متر ، ولكن هذه الدقة تتحسن أكثر لتصل إلى خمسة أمتار عند تكرار حساب الموقع لأكثر من مرة على عدة أيام ، أي أن هذه الدقة العالية لاتتوفر للعربات والسفن المتحركة ، وانتهى العمل بهذا النظام عام 1996م وتولدت عنه منظومة أقمار الملاحة المتطورة المسمى نافستار( NAVSTAR) .
وقد أطلق أولها في عام 1978م وعرف هذا النظام فيما بعد بنظام تحديد المواقع المسمى :
(Global Positioning system-GPS) الذي انتشر مؤخراً نواعتمدت شركات عالمية على هذا النظام لادراج تطبيقات منه مختلفة حتى على الأجهزة الجوالة والحواسيب المكتبية وغيرها
اتمنى ان اكون قد افتكم